لا أحد ينكر جهود الدكتور خالد حنفى وزير التموين فى تطوير منظومة عقيمة عفا عليها الزمن والتى من خلالها تم نهب مليارات الجنيهات التى كانت مخصصة للشعب الغلبان طوال سنوات خلت ... خالد حنفى نجح والحق يقال فى تقليل عملية السرقة بطريقة حديثة وجميلة ... ويملك الرجل فى جعبتة الكثير من عمليات التطوير ... لكن هذا لايمنعنا من أن نعيد عليه ماقلناه فى مقالنا السابق أنه ليس بالنوايا الطيبة تدار الأمور ... والأسبوع الماضى إلتقيت بخالد حنفى وزير التموين بناء على أخطار رصدها شباب الصحفيين بمجلة اقتصاد مصر والتى كشفوا فيها الستار عن كوارث تعانيها المنظومة التموينية وفساد إدارى واضح وضوح الشمس وتم تسجيلها جميعا عبر فيديوهات وصور وجميعها تقدمنا به لمكتب وزير التموين والتى تضمنت معاناة آلاف الغلابة يوميا من أجل إستخراج بطاقات التموين الإلكترونية وإنتظارهم طوابير أمام موظفين وصل تعاملهم لحد قلة الأدب والوقاحة والسفالة وحددنا ذلك فى مدير مكتب تموين المقطم المدعو رأفت القاضى الذى لايصل لمكتبة إلا بعد التاسعة صباحا وهروب موظفى المكتب قبل الواحدة ظهرا وعدم تواجد غالبيتهم وكل من يفكر فى الإحتجاج مصيره سيل من السباب والشتائم واللى مش عاجبة يخبط دماغة فى أقرب حيط وروح اشتكى للوزير ... ولايوجد شئ إسمه بطاقة للخبز وهناك شئ إسمه البطاقة الورقية التى أصبحت وسيلة جديدة لسرقة الدعم الموجه للغلابة وسوء الخبز لعدم وجود رقابة على المخابز نهائيا وحالة التكدس والزحام الرهيبة على مراكز المعلومات من أجل تفعيل البطاقات الإلكترونية على سيستم وزارة التموين والتى وصلت لحد الإغماءات والتشابك والمعارك اليومية وغيرها من الكوارث التى تبدأ باهمال ولامبالاة قيادات وزارة التموين المركزية أنفسهم بحل أى مشكلة حتى لو كانت تافهة وسخيفة لعدم قدرتهم على مواجهة التحديات التى تواجه قطاع التموين .
وبأدب جم وثقافة يحسد عليها عقب خالد حنفى وزير التموين على ماطرحته خلال لقائى معه معترفا بأن هناك قصور وفساد فى المنظومة الإدارية بالدولة كلها والتى جاءت جراء تراكم سنوات سابقة من البيروقراطية العقيمة والتى يعمل جاهدا على إزالتها يوميا عبر منظومة جديدة يقودها من قلب الشارع ومن أمام المخابز مؤكدا أن غالبية مكاتب التموين تحتاج لعمليات تطوير مستمرة لتكون مستعدة لإستقبال المواطنين وإستخراج البطاقات الذكية بما يتناسب مع حجم الطلبات المتزايدة . وأعلن خالد حنفى أنه وعبر حزمة التحركات التى تبنتها وزارة التموين لأول مرة عادت للمجمعات الإستهلاكية دورها من جديد فأصبح الجميع يرى طوابير المستهلكين أمامها لطلب السلع التى تعرضها فى نفس التوقيت الذى يتم خلاله التخطيط لتحويل مصر لمركز سلعى عالمى وإنشاء عدد من البورصات السلعية خلال المرحلة القادمة .
ورغم هذه الخطة الرائعة التى تنم عن عقلية إدارية حريصة على الوطن إلا أننى قلت لخالد حنفى وزير التموين : الغلابة ثم الغلابة قبل أن تقفز للمستقبل . يعنى بالعربى الفصيح ... لاتنسى وأنت تراقب السماء وتفتش فيها عن مكان لأقدامك أن ترقب ماهو أسفل الأقدام ... لاتنسى أن تعيد النظر فى قيادات وزارة التموين المركزية الذين أصابهم العقم والجفاف إلى حد تواطئ بعضهم مع جماعة الإخوان الإرهابيين لإفشال أى خطة ناجحة تقودها الدولة .. لاتنسى أن تبتعد قليلا عن تلك المخابز التى تقوم بالتصوير أمامها لأن هناك مخابز يتكدس الغلابة أمامها يوميا من أجل الحصول على كسرة خبز مهما كان سوء مايقدم ... يامعالى وزير التموين الهرم يبدأ من القاعدة لتستطيع الإنطلاق للقمة .