دعونا نرجع بالذاكرة إلى ما حدث في السنوات الخمس الأخيرة. فجأة وبدون سابق إنذار إندلعت في تونس ثورة ممنهجة ومرتبة تحت غطاء الغضب لما حصل للـ(أبوعزيزي). كانت تحمل شعار (القبضة الحديدية) وهو شعار رتبت له أجهزة المخابرات الغربية عبر عملائها بإستخدام تويتر والفيس بوك لتنفيذ ما يسمى بـ(الثورة الخلاقة). بعدها بفترة قصيرة تم إستخدام نفس الإسلوب عبر تويتر والفيس بوك للتحريض، وقامت ما سمي بثورة يناير. أنا لا أبخص الشعب المصري الشقيق حقه بمواجهة الظلم الذي تعرض له في فترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك، لكنني أوحاول أن أمييز الفرق بين مطالب حقيقية لشريحة كبيرة من الشعب، وتدخل عناصر تخريبية للقضاء على ما تبقى من أجل فرض سيطرة الكيان الصهيوني على المنطقة.
كلمة حق، وليشهد التاريخ، أن دعم ومساندة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود (طيب الله ثراه) لأخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي وفي اللحظات الإولى من إصدار بيان ثورة يوليو، إنما كانت من باب الحرص وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أجل المحافظة على مصر وكيان مصر وسيادة مصر وإخراجها من النفق المظلم الذي كان يخطط له الأعداء لإدخالها فيه. وقوف الملك عبدالله إلى جانب شعب مصر الحبيب لم يأتي من فراغ، وإنما صدر من أجل حماية الأمن القومي العربي.
المملكة العربية السعودية وبما حباها الله من إمتيازات، تمثل في الواقع العمق الإستراتيجي لكل العرب والمسلمين. المملكة واليمن منبع العرب. ومكة والمدينة هما مهد الرسالة المحمدية للناس كافة. إستشعر الأعداء مدى الخطورة لوجود كيان عربي وإسلامي واسع وحاولوا تقطيع أجزاءه عبر المخططات بإفتعال ثورات أوالسماح للفرس بالتدخل في شؤون بعض دول هذا الكيان العظيم. المملكة ومن خلال مسؤولياتها التاريخية والأخلاقية لن تسمح للأعداء بالتمادي وستعمل ما إستطاعت من أجل الشعوب العربية والإسلامية. هذه من الثوابت التي وضع منهجها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (طاب ذكره) وسار عليها أبناءه وأبناء الأبناء. إذا كانت السعودية هي الروح بالنسبة للعرب والمسلمين، فمصر هي القلب، ولن ترضى السعودية بأي ضرر لقلبها.
فيما يخص جزر تيران وصنافير، لنفترض أن الجزر مصرية وتنازلت عنها الحكومة المصرية. تنازلت عنها لمن؟ هل تنازلت عنها لإسرائيل أو الفرس أو غيرهم من الأعداء؟ إفتراضاً، هي تنازلت عنها لشقيق وحبيب يرخص بالغالي والنفيس من أجل مصر وشعب مصر العربي الأصيل. ليس هناك فرق فيما يملك الأخوة وفيما يتنازلون عنه. الأعداء هم الذين يحالون تصوير الأحداث بما يتوافق ورغباتهم الخبيثة والإصطياد في المياه العكرة. ومع ذلك، مصر وحكومة مصر لم تفرط بسيادتها ولا بأراضيها. وتبقى (المحروسة) في قلب كل العرب وهي قلب العرب.
جزر تيران وصنافيرتاريخياً وجغرافياً هي سعودية، أما يفتعله حزب الإخوان المسلمين (المقبور) وأعوانه من ضجة إعلامية، هو مجرد (رفسات) محتضر تعرض لآلام مبرحة قبل موته. الجزر كانت ولازالت سعودية، تعرضت عام 1956 ضمن الأحداث المرتبطة بالعدوان الثلاثي ومرة أخرى في الأحداث المرتبطة بحرب 1967انسحبت إسرائيل منها عام 1982 ضمن اتفاقية كامب ديفيد. بعد الانسحاب الإسرائيلي ظلت الجزيرة وجارتها جزيرة تيران تحت الإدارة المصرية وتحت سيطرة القوات الدولية المتعددة الجنسيات .ولطالما طالبت المملكة العربية السعودية باستردادها كونها تقع في مياهها الإقليمية، وقد تم ذلك في 9 أبريل 2016 حين أقرت الحكومة المصرية بوقوع جزيرتي تيران وصنافير داخل الحدود البحرية السعودية.