الكثير مننا يحلم بالشهرة وأن يكون مشهور سواء كان ذلك رجل أو امرأة أو شاب أو فتاة فهي غريزة في الإنسان فهو يريد أن يكون متميز والجميع يتحدث عنه وأن يكون مبدع ومشهور ، ولكن ما هو الطريق الذى يجب أن نسلكه الى الشهرة فنماذج المشهورين لدينا كثيرة والطرق عديدة .
فمنها ما يتعارض مع القيم ومنها مع يتفق مع القيم والعادات ولكن هل تشعر أن الشهرة تكون في ظهورك فقط في وسائل الإعلام المرئي والمسموع وصفحات الجرائد ومواقع الأنترنت واليوتيوب ؟؟
أم الشهرة تحدث في الحي والمنطقة التي تعيش فيها ويكون ذلك من خلال تأثيرك على الأشخاص القريبة منك ومن خلال أسلوبك ومبادئك واحترامك فيتأثر بك الكثير وربما أخذوك قدوة فهذا أيضاً شهرة ، فهناك البعض قد أتخذ طرق عديدة للشهرة ومنهم من ندم وبكى وتاب وأقر أنه أخطأ هذا الطريق ولو رجع به الحال ما كان عليه أن يسلك هذا الطريق ...
وكان السبب هو الشهرة ومنهم من قام بعمل أفلام سيدة القمر السوداء وحمام الملاطيلى وذئاب لا تأكل اللحم وغيرها .. الخ والتي تميل إلى الإباحية الغير أخلاقية والتي لا تتفق مع العادات والمبادئ والقيم العربية ، فهل هذه الشهرة التي نبحث عنها ؟؟ وهل ما قدموه ترك لهم الفخر والعزة وهل كان الطريق الصحيح للشهرة ؟؟؟ .
وكما قامت تلك النجوم في بداية حياتها وانخدعوا في الشهرة فقد انخدع أخرون وقدموا تنازلات جديدة في هذا المجال وكأن الزمن يعيد نفسه وكأن ليس هناك أتعاظ وأن تلك الشاشة إدمان لا يمكن الهروب من بريقها وأصبحت السمة الرئيسية في الحصول على النجاح هو مشاهد ساخنة دون النظر الى المضمون .
فحال الفن أصبح لا يرثى عليه الأن فهو أصبح لا يهتم بالقصة أو المضمون فالاهتمام أصبح بالربح فقط ، وكأن عدوى الفن انتقلت الى الكتابة فنجد أن الكثير حتى يتم القاء الضوء عليهم ويأخذوا نصيبهم من الشهرة لابد أن يتم الكتابة بلغة الإثارة التي تحرك الشهوة لدى الاخرين وقد سلك هذا الطريق العديد من الرجال والنساء ولهم روايات تتسم بالإباحية .
وقد نجح الكثير منهم فعلاً وحققوا ما يريدون ولكنها شهرة زائفة غير جديرة بالاحترام لان أي شخص يستطيع أن يكتب في الفن الايروتيكى المثير أو الجنس الصريح أو الإثارة فهذا ليس إبداع وفكر مؤلف وإنما إثارة الغريزة في المراهقين والباحثين عن الإثارة ، فالفكر والإبداع الحقيقي غير مرتبط بتلك البذاءات .
فمن يقرأ رواية برهان العسل أو رواية أستخدام الحياة أو رواية وقوف متكرر وغيرها ، فنجد أن هؤلاء بحثوا عن الشهرة من خلال طريق الإثارة فهو لعب على عنصر الغريزة والرغبة وأعتبر نفسه من الناجحين والمشهورين بل يعتبرون أنفسهم مبدعون وللأسف أصبحنا في زمن نشجع هؤلاء ، والسبب هو الربح وهذا يحدث في مجالات كثيرة والتي تؤثر في أجيال كاملة وتجعلها تمشى في طريق الضياع والتقليد الأعمى لهؤلاء ، وأخرون ينشرون لهم صور ومقاطع مثيرة وكلمات إثارة كما تفعل الفنانة سما المصري وغيرها على الأنستجرام ، وكذلك بعض الراقصات وبعض المطربين من أجل أن تصبح مشهورة ومعروفة .
إننا يا سادة أمام قضية أخلاقية تحتاج الى وقفة مع النفس والضمير وأن يكون هناك وقفه من الجهات المسئولة فيما يتم تقديمه فنحن بلد عربي له عادات وتقاليد يجب احترامها ونترك نغمة الحرية والديمقراطية والانفتاح على العالم والتقليد الأعمى للغرب .
فلقد أخترت نماذج بسيطة ولكنها تؤثر في حياتنا تأثيراً بالغ من خلال الافلام وكذلك من خلال القصص المثيرة التي تجذب المراهق وكذلك الفيس بوك وغيره من وسائل الإتصال ، فنحن في حاجة الى الضمير فيما يتم تقديمه الى المشاهد أو القارئ حتى نستطيع أن نبنى بلدنا من خلال تفكير مختلف يتسم بالأخلاق والقيم العربية .
إن الشهرة الحقيقية التي يجب أن يهتم بها الإنسان أو الباحث عن الشهرة هي ما تفيد الإنسانية وأن يعلم إنه سيحاسب على عمله فنحن لسنا في عالم البقاء للأبد ، ولكن في دنيا مهما عشت فيها لابد أن يأتي يوماً وترحل ولكن سيبقى ما كتبته أو ما فعلته في ميزانك في الدنيا وفى الأخرة .
فأجعل ما تتركه مفيد وحسنة لك وليس سيئة ولعنة عليك فالفرق بين النوعين هو الإيمان بالله وبالأخرة واحترام الناس وليست الإباحية هي الطريق الوحيد الى الشهرة الذى يحقق لنا ما نريد فهناك مشاهير سلكوا طرق محترمة ولهم مؤيدين و مشهورين فقط إنهم اختاروا الطريق المستقيم الى الشهرة .
وتركوا ما يجعلنا أن ندعوا لهم بالرحمة والمغفرة نتيجة إسهاماتهم في تكوين شخصيتنا وفى زيادة ثقافتنا ومنهم على سبيل الحصر ابراهيم الفقى ذلك العالم الكبير في مجال التنمية البشرية فحقق الشهرة بعلمه واجتهاده وهناك الشيخ الشعراوي وغيرهم من المشاهير فأنت يجب عليك أن تحدد الطريق الذى ستسلكه ولكن يجب أن يكون في المقام الأول طريق يرضى الله ولا يغضبه ولا تترك معاصي وسيئات تأكل من حسناتك فإذا أردت أن تحيا بعض الموت فأترك ما ينفع الناس في أي مجال من مجالات الحياة ..
وتذكر دائماً أن كل أعمالك ستعرض على ربك فراعى ضميرك فيما تكتب وفيما تقول وكذلك في الطريق التي تسلكه من أجل الشهرة فإن المرء عند الموت ينظر الى يمينه فلا يرى إلا عمله وينظر الى يساره فلا يرى إلا عمله ، فاللهم أجعل أعمالنا من الأعمال التي تقربنا اليك والى جنتك ولا تجعلها من الأعمال التي تقربنا الى النار وجحيمها ....