تعتبر السياحة الدينية من أهم المقومات السياحية وأحد الروافد الرئيسية لجذب السائحين إلي مصر نظرا لأنها تضم الكثير من المناطق والأماكن الأثرية الدينية للأديان الثلاثة بطوائفها المختلفة الإسلامية والمسيحية واليهودية مما يمنحها نوعآ من التفرد والتميز ويجعلها من أبرز الدول في السياحة الدينية بالوطن العربي .
فإذا كنت تبحث عن العلاج النفسي والهدوء فاذهب إلي عالم أجدادك الفاطميين وبالأخص أعظم شوارع القاهرة ودون منازع شارع المعز لدين الله حيث ستجد عالماً آخر معبقاً برائحة الماضي فكلما تقدمت شبراً داخل الشارع العتيق تجد معالم مصر القديمة علي جانبيه من مساجد وقباب وبيوت قديمة ، ذلك المكان الذي يجمع كل مواطن الأصالة المتشح بعراقة الماضي الزاخر بالآثار الإسلامية صاحب الطابع الشرقي الباعث علي البهجة عبر مئات الأزقة والحارات والدروب والعطوفات التي تتلوي في مرونة وانسيابية عجيبة ، لتشكل في النهاية لوحة بديعة قوامها الفطرة الطيبة والبراءة الفنية المذهلة لإنسان هذا المكان هنا تتجلي السمات الدينية والفنية والملامح الخاصة بالمشربيات والمساجد القديمة بفنها وزخرفها الفاتن .
أضف أن الجمالية لا يمكن تلخيصها في منطقة أو حي بل هي في الواقع تستحق أن يطلق عليها "مجمع تراث القاهرة" ليس لأنها تضم الأزهر وجامع الحاكم بأمر الله والجامع الأقمر وغيرها من مساجد مصر الزاهرة فقط بل لأنها تحوي بين جنباتها أسوار القاهرة العريقة وبواباتها العتيقة ومدارسها الأيوبية والمملوكية وخان الخليلي والصاغة والنحاسين ، وكلها تجسد عمق الحارة المصرية الخالصة التي صنعت عوالم وخيالات نجيب محفوظ الشعبية الساحرة التي أدهشت العالم وتوجت رأس الأديب المصري الكبير بجائزة نوبل.
الاأنه و في ظل تراجع الحركة السياحية الوافدة إلي مصر خلال الفترة الماضية يجب عقد دورات توعية للتفاعل مع الآثار وتوضيح أهمية الحفاظ علي الأثر لمصلحة أهالي المناطق حيث انه يوجد عدم وعي لدي الشعب المصري خاصة بعد الثورة في كيفية التعامل مع الآثار وقد تعرض كثير من المزارات السياحية للضرر منها ما سرق ومنها ما نهب علما بأن وزارة الآثار لا تبخل بجهد تجاه المزارات السياحية الدينية إذ تقوم بعمليات ترميم بالإضافة إلي حملات لرفع القمامة عن الآثار كان آخرها حملة في مصر القديمة ولكنها تعود مرة أخري لسوء تعامل أهالي المنطقة