بعد مرور عشر سنوات علي إستشهاده ... ماذا تعرف عن الشهيد صدام ؟
في مقالنا هذا, و خلافاً لما هو معتاد عند الكتابة عن الملوك والرؤساء , فلن نتحدث عن قصة صعود صدام ووصوله إلي سدة الحكم في العراق , فالأمر معلوم للجميع وقد سبقنا إلي سرد تلك القصة المئات ممن كتبوا عن الرئيس الشهيد , ولكننا سنقوم فقط بالتركيز علي عدد من النقاط المضيئة في حياة الرجل , قد تكون مجهولة للبعض منا ومعلومة لبعضنا الأخر, سنلقي الضوء عليها لتستقر في ذاكرة من يعلمها وليعلمها من يجهلها أو لم يعد يذكرها بعد مرور10 سنوات علي الرحيل ..
منذ وصول حزب البعث إلي الحكم , كان الهاجس الأول الذي شغل الجزء الأكبر من تفكير نائب الرئيس في حينه صدام والذي ظل يلازمه حتي بعد أن أصبح الرئيس , هو تحويل العراق إلي دولة قوية عسكرياً , حديثة علمياً وتكنلوجياً , ناجحة ومزدهرة إقتصادياً .. وهو ماتمكن من تحقيقه بعد إتخاذه لعدد من الخطوات كان أهمها تأميم النفط , والذي استطاع العراق من خلاله تحقيق نمو اقتصادي وصل به مع نهاية سبعينيات القرن الماضي إلي تصنيفه كأفضل اقتصاد في المنطقة , حيث وصل إحتياطه النقدي في حينه إلي 35 مليار دولار ووصل سعر الدينار العراقي إلي 3دولارات .
بني 5500 مدرسة إبتدائية ومتوسطة وثانوية في كل أنحاء العراق , وقام بإرسال آلاف الطلاب للخارج للتخصص في العلوم والهندسة والذي كان من شأنه إمتلاك العراق لجيش من العلماء والمهندسين , أصدر قانون مجانية التعليم من الروضة وحتي الدكتوراه وفرض علي الكبار الانضمام إلي برامج محو الأمية , فحصل علي جائزة اليونيسكوفي الثمانينيات لنجاحه في القضاء علي الأمية تماما ًبالقطرالعراقي , قام ببناء 12 جامعة في مختلف التخصصات من شمال العراق إلي جنوبه, وأنشأ كُليتين للشرطة , وكليتين عسكريتين, وأخري بحريتين ,كما أنشأ جامعة "البكر" للدراسات للدراسات العسكرية والتي عززت من قدرات بلاده عسكرياً,قدم الخدمات الطبية بالمجان في كل أنحاء العراق وإعتني بالمستشفيات حتي أصبحت هي الأفضل في المنطقة ,وزع مئات الآلاف من قطع الأراضي علي الموظفين بأجور رمزية, وأنشأ 1200مصنع متطور للصناعات الثقيلة والتحويلية ,بني 850 مسجداً علي نفقة الدولة , وخصص أراضي لبناء الكنائس مع تقديم المساعدات المالية وكلف بترجمة الكتاب المقدس إلي العربية .
هل كان هذا كافياً ؟؟؟
ألم يكن صدام هو الرئيس العربي الوحيد الذي تجرأ علي ضرب الكيان الصهيوني البغيض بالصواريخ ؟ ألم يُسقط نظرية الأمن القومي الإسرائيلي ودك قلب إسرائيل ب39 صاروخاً وتحدي بأن يكملها أي ٍ من الرؤساء العرب للأربعين ؟
ألم يرفع شهيدنا شعار نفط العرب للعرب ؟ ألم يكن العراق هو القطر العربي الذي احتضن 3مليون مصري موفراً لهم فرص العمل ومساوي لهم بالعراقيين في الحقوق ؟
ألم يقف صدام شوكة في حلق التوسع الإيراني وحمي دول الخليج من الأطماع الفارسية ؟
ألم يسعي إلي وحدة العرب عبر إنشاء مجلس التعاون العربي مع مصر والأردن واليمن ؟
الله أكبر .. الله أكبر .. عاش العراق .. عاشت فلسطين حرة عربية من النهر إلي البحر .. ألم تكن تلك الكلمات هي التي صاحبت صدام طيلة عمره وإلي يوم استشهاده ؟
الآن .. وبعد ما سمي بالربيع العربي , واتضاح المخطط الأمريكي لتدمير الدول العربية الواحدة تلو الأخري , ألا يستحق الرجل , والذي وقف رمحاً ردينياً في وجه كل من أراد بالعرب سوءاً وفقاً لإمكانياته المتاحة وإلي الرمق الأخير من عمره أن نذكره بالخير وأن نقرأالفاتحة ترحماً عليه ؟!
وأخيراً نقول ..
رحم الله من أبي إلا أن يكون شهيداً .. رحم الله رجلاً كان إسمه صدام وصار اسمه الشهيد .