أنعي لكم يا أمة العرب
أنعي الحياء
أنعي المسجد الأقصى
والقبة الصفراء
أنعي الجولان وتونس
وليبيا واليمن وسيناء
أنعي كباريهات آخر الليل
والنبيذ وشربة الماء
أنعي لكم يا عرب ( أمة )
تسابقت على تقبيل يد الجبناء
المسجد الأقصى يهدم ، يسرق
فلا من جديد
فقد مات لدينا الشرف و الكبرياء
ومازلنا مشغولون بأفكار أبي لهب
وأثداء النساء
* * *
سرقت منا الأندلس والعراق
وفلسطين والجولان
سرقت أرصفة الطرقات
والمنازل والجدران
سرقت بذور الليمون
وغناء الريحان
* * *
أسقطوا اليهود الكنائس والصوامع
سرقوا ذاكرة المآذن ودموع الجوامع
تعلموا على يدينا صناعة الأسلحة
ثم أعطونا ثمنها من طلقات المدافع
فكيف أمة تعرف الدموع والعتاب
وقد سلبت من العتاب المدامع
* * *
خنقت في بلادنا نخلة وراء نخلة
وتركنا النخيل لنحضن القتلة
* * *
تضرعنا كثيرا كأس الخسارة
ففي تصنيف الخوف أمتنا في الصدارة
نشرب بول اليهود وجيفة أمريكا
ونسميها حضارة
ولكي يقولوا علينا شيوخ
نقص شعر عانتنا لنلصقها في الذقون
ونقول طهارة
فقد ضاع الحلم العربي
كما ضاعت من القدس البكارة
تخفينا من اليهود وراء حجرة
وراء شجرة وراء ستارة
ونسينا كم خافت أمم
من ذراع العربي وهو يلقي الحجارة
* * *
فبعد الهراء الذي حدث للجامعة العربية
خرجنا منها معاقين
خرجنا ببطون ضخمة
يملأها حبات المنوم والإسبيرين
ثم رأينا فلسطين عارية
واجتمعنا لنضع حل في بطوننا
فلم نجد حلا إلا ببيع القدس للمجرمين
* * *
السلام ليس كلمة تجمع الأحباب
فمعناها الحقيقي هو الاغتصاب
* * *
ودخلنا جميعا سباق الابتعاد
نشتري الخوف ونبيع البلاد
نقطع ألسنة الآباء
ونخنق الأولاد
* * *
فنحن ملوك الكلام
وفصاحة اللسان والطلاقة
نبيع كل ما تبقى لنا من إيمان
لأجل موس الحلاقة
والجامعة العربية تفتح بابها لتدين الأحداث
أهذا هو الرد أم هذه فقط اشراقة ؟
إنها لحقا للأمة بأسرها أكبر حماقة
* * *
دمعت كل العيون علينا
ولم تدمع عيون الملوك والملكات
ولماذا تدمع عيون الخليفة
وقد تساقطت الدموع من أعين الأموات
وفي كل دمعة تسقط
تزيد القدس بعدا بمسافات
تباعدت كل يوم أكثر
حتى اعتقدنا أن تحريرها
إحدى المعجزات
فلا تكابروا فهكذا تكون النكسة الحقيقية
في الغزوات
* * *
فكل دولة عربية
شغلت بقلب النظام
واعتقدوا أن أجمل الأحلام
هي تحول الدولة
من عصر الجهل إلى عصور الظلام
* * *
والخيل يموت من التأهب للقتال
ومازلنا نجمع صور النساء العرايا
ونقول إنها أكبر الأعمال
* * *
مازلنا مشغولون
بالمسلسلات والمسرحيات والأفلام
نستمع لأناشيد الوطن
ونرفع كذبا الأعلام
فكيف يكون لنا إمارة
وهناك دول عربية يحكمها عميل
ودول عربية أخرى تحكمها إدارة
ودول مسلمة تبتلع شعبها
بأمر من اليهود وبرهن الإشارة
وعرب يقبلون الأحذية
وعرب يلهثون على مناصب الوزارة
وبلاد تعيش طيلة الحياة أمام المرايا
لتزيد من فخامتها المستعارة
* * *
نمثل أننا عرب فما أجمل التمثيل
ومن الذي عن مهنته يستقيل
فلا فائدة للبكاء وكبير الأمة
لليهود ذليل
فلا فائدة للدموع ، فهل رأيتم دموع
أعادت لنا النخيل ؟
تعيد كرامة الخيول
صوت الصهيل
أبحثوا كم قتل في (11) سبتمبر
وقارنوها (بصبرا وشتيلا) وأحصوا كم قتيل ؟
فقد أوهمنا أنفسنا أننا أخذنا حقنا
أقسم بالله أننا أخذنا أقل القليل
وكيف يأتي حقنا وقد أخذناه
من النساء العرايا والليل الطويل
لم نتحرك من مكاننا
ونقول أننا قطعنا مشوار الألف ميل
أنحن أمة محمد ؟
أم أمة الجاسوس العميل
* * *