خمسة وأربعون شهيداً وأكثر من مائة جريح حصيلة تفجير كنيستين بطنطا والإسكندرية صبيحة إحتفال أقباط مصر بيوم أحد الشعانين ...
حزامين ناسفين قابل بهما إثنان من مجرمي جماعات الإرهاب والتطرف بعضاً من المصريين بدلاً من استقبالهم بالورود في أحد أيام أعيادهم , و بالتزامن مع ذكري استقبال أهل القدس للسيد المسيح بأغصان الزيتون والسعف المُزين قبل مئات السنين !!
لتعلن الدولة المصرية الحداد الرسمي ويتخذ رئيسنا قراره الجريئ بإعلان حالة الطوارئ حرصاً علي عدم أراقة المزيد من دماء المصريين علي أيدي تلك الحفنة الضالة التي ارتأت في قتل المسيحيين في يوم عيدهم جهاداً في سبيل الله دونما أي مراعاة لا لحرمة شهر رجب الحرام, وغيرآبهين بوصية رسولنا الكريم بالأقباط خيراً , ولا إلي كون أولئك المستهدفون هم مواطنون يقومون بأداء شعائرهم وفق إعتقادهم داخل دار عبادة وليس داراً للفجور !!
لكن وكما هي العادة لدي البعض ممن أبتُلي بهم بلدنا الطيب هذا , ما أن قام الرئيس بإعلان قراره حتي راحت فرق توجيه الإنتقادات باللعب من جديد علي أوتار حقوق الإنسان و تكميم الأفواه وكبح الحريات !! ودون الخوض في المزيد من الحديث عن أولئك المضللِيِن أو المًُضَللون نقول ..
أنه وبغض النظر عن التفجيرات الأخيرة مع احترامنا الكامل لكل قطرة دم مصري أريقت, تبكي لأجلها قلوبنا قبل أن تبلل دموعنا أهداب أعيننا والجفون نقول ...
يا إخوتنا المنتقدون لدي سؤال جداً بسيط ... هل تعانون مثلما نعاني كونكم تحييون معنا علي أرض بلد اسمه مصر مما أصاب شوارعنا وأحياء دولتنا اليوم من سلوكيات مقيته وتدني أخلاقي بات في وضوحه كشمس أغسطس؟ هل تصيبكم حوادث التحرش واغتصاب الأطفال بالإشمئزاز والحسرة , وهل توجهتم بوجوهكم إلي السماء في غير مرة سائلين الله تعالي كشف هذه الغمة ولسان حالكم يقول " متي يارب , كيف يارب " ؟
فهل قرأتم قانون الطوارئ قبل أن تهاجموه ؟
ـ ألم تنص المادة الأولي منه بجواز إعلان حالة الطوارئ كلما تعرض الأمن أو النظام العام في أراضي الجمهورية أو في منطقة منها للخطر ؟ أوليس مابات يعتري بلدنا اليوم هو عين الخطر وعنوانه ؟
ـ ألم تتحدث مادته الثالثة عن أحقية الرئيس أن يصدر أمراً شفوياً كان أو كتابياً بوضع قيود علي حرية الأشخاص في الإجتماع والإنتقال والإقامة والمرور في أماكن أوأوقات معينة ؟ فكم هي عدد المرات التي رأيتم فيها بأم أعينكم أو ورد لأسماعكم أن شباباً قد تجمعوا وشكلوا حلقة حول إحدي الفتيات وقاموا بسرقتها أو التحرش بها واغتصابها ؟ فضلاً عن تجمعهم أصلاً و بصورة يومية في أسفل العمارات وعلي رؤوس الشوارع والطرقات مع حلول الليل وحتي مطلع الفجر, ضاحكين ومازحين بأصواتهم المزعجة دون مراعاة لحق سكان العقارات في أن ينعموا بنوم هادئ بعد يوم عمل شاق , مع تعاطي البعض منهم بصورة علنية لكافة أنواع الحبوب المخدرة والسجائر المحشوة !! هل أنتم راضون عن ممارسات سائقي التوك توك ؟ وسيره في كل الأماكن وفي كل الأوقات ؟
ـ ألم يعطي القانون الحق في مراقبة الرسائل أياً كان نوعها وكذا الصحف وما إلي ذلك من وسائل التعبير قبل نشرها وضبطها ومصادرتها وإغلاق أماكن طباعتها ؟؟ فخبروني بربكم وكونوا شهودٌ عدول .. هل يرضيكم ما تبثه بعض قنواتنا وما تكتبه بعض صحفنا عن رأس الدولة ووزرائها ورموزها ؟؟ ألا تستحق بعض تلك المنابر أن تُهدم ويحاكم أصحابها وليس فقط مراقبتها أوالغلق ؟؟
ـ ألم يعطي للرئيس الحق في تحديد مواعيد فتح المحال العامة وإغلاقها.. فهل يرضي أحداً أن تظل المقاهي تعمل ليلاً و بلا توقف بكل ما تصدره من أصوات مزعجة سواءاً عبرأجهزة المشاهدة والإستماع بها أو من خلال روادها وأصوات صناديق ألعابهم من الطاولة والدومينو وغيرها ؟ وحين إتخذ محافظ دمياط قراره فيما يخص المقاهي خرج عليه البعض مهاجماً ومعترضاً !!
كان هذا غيضٌ من فيض قانون الطوارئ الذي لو استطعنا تطبيق ما جاء فيه تطبيقاً حازماً لخرجت جموع الشعب صائحة .. الشعب يريد تطبيق الطوارئ .
وأخيراً نقول ..
في الظروف الصعبة .. يكون الوقوف بالعرض معطلاً ..
علينا جميعاً الإصطفاف والتوحد خلف القائد وليس حتي إلي جواره , كي يتثني لنا جميعاً العبور من الممر الضيق.. والذي سنتمكن بعد الإتكال علي الله من عبوره ببلدنا .