ـ يانهار إسود منيل بستين ألف نيلة ؟ مش ممكن ... دى كارثة
قلتها غير مصدق تعقيبا على إعلان اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية فوز محمد مرسى فى الانتخابات الرئاسية ... كان ذلك يوم 24 يونيو 2012 .. لقد كانت لحظة تاريخية فاصلة فى حياة مصر ... الشعب المصرى تصور أن صاحب الزبيبة فوق الوجه سيكون أكثر صلاحا فى كل الأحوال ... لايعرف غالبية المصريين تاريخ الجماعة الإخوانية الأسود ... لايعرفون ماضيهم الملوث بالدم .. فخدعتهم الوجوه البريئة التى لايعرفوا أن خلفها تكمن شيطنة العالم بأثره ... لقد حاولنا فى حزب شباب مصر خلال الفترة الماضية أن ندق أجراس الخطر ونطالب القوى السياسية بالتوحد لمواجهة الخطر القادم ... لكن كانت الكثير من وسائل الإعلام وعدد كبير من المثقفين والنخبجية فى مواجهتنا ... حذرنا طويلا دون فائدة ... كان التيار أشد ... لم ينتبه أحد للخطر القادم سوانا فى حزب شباب مصر ونفر قليل ... وهذا النفر لم يكن له تأثير فى الحياة السياسية سوى ورقة انتخابية ألقاها فى الصندوق أثناء الانتخابات ... قبل الإعلان عن النتيجة توقف المصريين عند شاشات التلفزيون ينتظرون اللحظة الحاسمة فى تاريخ مصر ... لم يكن هناك ثمة قلق يعترى الصدور كما تصور بعض الكتاب الصحفيين فى تحليلهم لما حدث ... فقد كانت جموع الشعب المصرى تسير خلف الشعارات البراقة التى صاغها عدد من الخونة والعملاء عبر حركات شعبية وائتلافات ما أنزل الله بها من سلطان والتى تزعم أن مرسى رئيس يمثل الشرعية الثورية ... حركة 6 إبريل ومن على شاكلتها أعلنت بقوة عن دعمها لمحمد مرسى ... كل الائتلافات المشابهة دعمته بقوة ... النخبجية أعلنوا الطوارئ دعما له فقد قالوا عنه أنه شخص يمثل الشرعية الثورية .... الشعارات المساندة له تم صياغتها بحرفية فى الغرف المغلقة على الجانب الآخر من العالم كما ذكرنا سابقا ... فنفذتها حركات وائتلافات ونخبة وعدد من الشباب ممن تم تدريبهم بشكل جيد فى بلاد العم سام ... القلوب لم تبلغ الحناجر فقد اندفع الشعب المصرى قطعان خلف شعارات براقة أطلقها النخبجية والثوريون إياهم ... وانطلق رجال الحرس الجمهورى صوب منزل محمد مرسى فى التجمع الخامس وأبلغوه بالقرار النهائى الذى كان على دراية ووعى كامل به فقد نسق له هو وقيادات مكتب الإرشاد منذ فترة طويلة كما ذكرنا عبر تحركات قصدت واشنطن خلال الفترة السابقة للانتخابات . والتقى مرسى وخيرت الشاطر بعدد كبير من قيادات الإدارة الأميركية وتم الاتفاق على كل شئ ... حتى أن خيرت الشاطر النائب الأول لمرشد الإخوان لم يتورع عن الاعتراف لجريدة الواشنطن تايمز الأمريكية فى تصريحات فجة تصدرت صفحتها الأولى عقب وصول مرسى للحكم : بأن "الإخوان تحالفوا مع أمريكا لدعم وصولهم لحكم مصر وتعهدنا بضمان أمن إسرائيل " ... وهى تصريحات لم يخجل من قولها أويخاف من قولها فهو يدرك أن واشنطن هى السند والحماية والقوة التى نجحت فى دعم وصولهم لحكم مصر ... وقد وعدت وأوفت ... وتاريخ الإخوان كله مغموس بالدم والصفقات الوسخة التى يتم عقدها من تحت الترابيزة ... دون أن يدرك رجل الشارع البسيط فى مصر فحوى أومضمون هذه الصفقات .. رغم أن صحف مثل المصرى اليوم نشرت يوم 25 نوفمبر 2010م فى عهد حسنى مبارك عنوان رئيسى تصدر الصفحة الأولى لمحمد مرسى والذى كان مسئول عن لجنة الانتخابات داخل جماعة الإخوان آنذاك والتى قال فيها بالنص :
" .. ننسق فى دوائر مع الحزب الوطنى " الحاكم " ولدينا تفاهمات مع الأمن ... ورفضنا الدفع بمرشحين أمام زكريا عزمى وغالى وعلام وأبو النجا احتراما لهم كرموز وطنية "
وهذه الشخصيات التى ذكرها كانت قيادات الحزب الوطنى ...
وفى تصريحات سابقة عن تصريحات محمد مرسى وتحديدا فى يوليو 2004 تصدرت تصريحات مهدى عاكف مرشد الإخوان الصفحة الأولى بمجلة آخر ساعة التى قال فيها نصا :
"نؤيد ترشيح الرئيس مبارك وأتمنى الجلوس معه "
وهذه التصريحات " البجحة " تؤكد طريقة تفكير وتحركات الجماعة الإخوانية عبر تاريخها ... فهى عبر التاريخ لاتتورع عن ارتكاب أى فعل دعما لأهداف الجماعة ... وهم يعقدون الصفقات فى الخفاء وليس لديهم مانع أن يتفقوا مع الشيطان نفسه طالما كان ذلك يضمن وصولهم للهدف الذى ينشدون ... وقد أكد ستفن دوريل فى كتابه " إم إى 6 : داخل العالم الخفى للاستخبارات السرية لصاحبة الجلالة " أن الإخوان المسلمين المنظمين على نمط الجمعيات الماسونية السرية تعود صلاتهم بالمخابرات البريطانية والأمريكية للعام 1925 . وقد نجحت المخابرات البريطانية فى تأسيس صلات وثيقة معهم وهى صلات تمت أيام احتلال بريطانيا لمصر ... وفى وقت كان الشعب المصرى يقف فى خط المواجهة ضد الاحتلال بينما الجماعة الإخوانية التى نشأت لم تضيع الوقت وقامت بعقد صفقاتها مع الاحتلال البريطانى . وارتكبت المجازر والاغتيالات والتحركات القذرة عقبها من خلال هذه الاتفاقيات ... فلاعهد ولاذمة لهم عبر التاريخ ... حتى اللحظة الراهنة ... وحتى بعد أن قال محمد مرسى فى يوم إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية للمشير طنطاوى وزير الدفاع وهو يشد على يديه موجها كلامه لكل أعضاء المجلس العسكرى الذين كانوا يحيطون به فى مقر وزارة الدفاع فى ذلك اليوم :
ـ لن أنسى لكم جميعا دوركم ... وأنت ياسيادة المشير هتبقى معانا على طول إن شاء الله .
ثم أطاح بالمشير فى أقرب فرصة تالية له ... هكذا الإخوان دوما ... لقد حاولنا فى حزب شباب مصر أن نوقظ الجميع ... وندق الأجراس دون جدوى ... كل الشعب المصرى لحظتها هاجمنا ... كثيرون اتهمونا بالخيانة والعمالة لأننا لم نساند الرئيس المصلى ... لم نستطع بعد إعلان اللجنة العليا للانتخابات فوز مرسى سوى أن نقول :
ـ لاحول ولاقوة إلا بالله ... ولك الله ياوطن .