من أنتم ، وكيف دخلتم هنا و أين الأمن الذي سمح بذالك ، فكيف لهذا المكان العريق أن يكون به كل هذا الكم من الشباب المنعدم الأخلاق ، وماذا يعرف هؤلاء عن المعز و حضارته حتي يدخله .
حيث يقف شارع المعز لدين الله الفاطمي شاهدا على تاريخ يفوح منه أريج الزمن، ويحمل بين جنباته أكثر من ألف عام من الحضارة الإسلامية ليشكل وجدان شعب وأمة باعتباره أقدم شارع في العالم تزينه جواهر المعمار الإسلامي، وهو شارع الأحداث الكبيرة، والعصب المركزي للمدينة التاريخية. فهنا مر المعز لدين الله الفاطمي في موكبه للمرة الأولى وسط جنوده وحاشيته، وهناك عاش وحكم الناصر صلاح الدين الأيوبي محرر القدس، وعند تلك الحارة ولد نجيب محفوظ عميد الرواية العربية، وفي تلك المدرسة تعلم المقريزي مؤرخ عصره، وعند العطفة الأخرى عاش جمال عبدالناصر قائد ثورة 23 يوليو 19522. لذلك كان تاريخ هذا الشارع العريق شاهداً على العديد من الأحداث التاريخية .
كل هذا دار بداخلي ، عندما دخلت شارع المعز بالأمس ، ذلك الشارع الذي أصبح طقس من طقوس حياتي ، عندما اجد الهموم و الاحزان تسيطر عليا ، فأذهب إليه لأشكو همي له ، وأتحدث مع جدرانه .
يامسئولي الأثار ، يامسئولي الأمن ، يارجال تنشيط السياحة ، ونحن علي مشارف الشهر الكريم ، أنقذوا شارع المعز الذي كان مهد للحضارة ، و حياة لتنشيط السياحة ، إلي شارع للدعارة و الفجور ، فقد رأيت كثير من صور التحرش بالشارع ، المتمثلة في مجموعة من الشباب يرمون أجسامهم علي بعضهم و المارة ، كذالك مجموعة من شباب تركب موتسيكلات و تسير بشكل هستيري و سط الزحام ، حيث يخيفون الجميع بذالك ، ايضآ مجموعة من الشباب تحمل بالدف يصفقون و يتراقصون بطريقة وقحة ، في عدم أحترام للشارع ، هذا إلي جانب عربات الفول التي تفترش الطريق بترابيزات و كراسي تغلق الشارع ، ناهيك عن تصوير الشباب للبنات و سط الشارع بالملابس التى تظهر اكثر مما تخفى .
السادة مسئولي الدولة ، عندما تتحول الحرية إلي أسفاف ، وعندما يتحول شارع المعز إلي ملجأ لمن لديه صديقة أو يرغب في إظهار البلطجة و الرخامة علي الناس ، فعلينا أن نوقف هذة المهزلة ، من أجل أن نحافظ علي هوية هذا المكان العريق الذي أستمتع أجدادنا و نحن به .
لذالك أطالب المسئولين بإزالة السلبيات التي تواجه شارع المعز ، و المتمثلة في تعطيل البوابات الألكترونيه ، و التي كانت تمنع دخول السيارات و الموتسيكلات للشارع ، و تركيب كشافات بديلة عن التي تم سرقتها و تحطيمها ، و ازالة الأكشاك العشوائية ، ومنع دخول الباعة الجائلين داخل حرم المنطقة الأثرية ، كذالك توفير حراس أمن تابعين لوزارة الأثار و بالتعاون مع شرطة السياحة و الأثار ، لمنع ظاهرة التحرش و البلطجة من الشباب .