اختار الدكتور حازم حسني أستاذ العلوم السياسية هذا العنوان لمقاله.. و لم أقرأ لسيادته من قبل بل لم أسمع عنه .. وطبيعتي الاهتمام بالآخر و بأى طرح فكرى أو سؤال يصلني وأسعد بذلك .. و أهتممت أكثر فمُرسلة رابط المقال ابنة عمي وهي اختي الكبيرة .. إنما دون تعليق .. لعلها تريد رأيي ..
ولكي أُكون رأيا فيه.. فقد قرأته أمس ومعه 57 مقال على صفحة الدكتور حازم .. أخرهم مقال ( هيكل ... ) بتاريخ 23أكتوبر 2015 .. وخارج صفحته وجدته شجاعا حين وجه مقالا للرئيس حسني مبارك أثناء فترة رئاسته وآخر للسيد جمال مبارك.. ولم يكن لدي وقت لمتابعة أحاديثة على الـ بي بي سى .. ولا قناة الحرة ..
وبعيدا عن شخصه فله التقدير .. إنما رأيي في فكر سيادته .. وأوجزه في نقطتين :
الأولى .. مقالات الدكتور عبرت عن فكر امتلأ باليأس .. من هذا اليأس خرجت كل كتاباته في اتجاه واحد انغمر فيما رأه سلبيات فقط ( فقط دون إيجابية واحدة تناولها ) .. وربما ذلك كان متنفس لكل من سجل إعجابه .. أو سببا في أن تعليقات السواد الأعظم إن لم يكن جميعه وافق رأيه .. أو صاغ كلمة ـ الانقلاب ـ حكم العسكر .. دون وجود فكر أو رأي أو نقد خالفه من بين ما يزيد على الألف لكل مقال .. وهذا يخالف المنطق .. ولو كان ابن رشد بيننا لكان للفلسفة بُعد في روعة الحكمة ..
النقطة الثانية : المقالات كلام مرسل ابتعد تماما عن التوثيق .. لم أجد وثيقة ولا آيه قرآنية ولا حديث شريف أسند إليه رأيه.. وبالرغم من تحدثه في مقال 16 نوفمبر 2016 عن لقاءه قيادات سياسية إسلامية ( كبيرة ).. معتبرهم طوق النجاة الذى تحتاجه مصر .. فلم يذكر أسماء هؤلاء القادة الكبار .. ؟.. في ظلم علمنا معني عبارة كارل ماركس الدين أفيون الشعوب ..
وعلى الهامش لي ملاحظات ثلاث موجزة جدا .. والرابعة خارج السياق:
1ـ هو كأستاذ علوم سياسة لم أرى له البعد السياسي للقادم .. بمعنى لم أقف على تحليل سياسي لمستقبل مصر والمنطقة في ضوء التفاعلات الدولية ..
2ـ تناول سيادته مسألة الإعلام والمذيعين خاصة عمر أديب و أحمد موسي ومصطفي بكري .. أراه تناولا صحيحا .. و أما مسألة العاصمة الإدارية فهى تستحق الرد في القادم بإذن الله تعالى ..
3ـ اتجاه الدكتور للأغاني .. وناحية السيمفونيات وربطها بالرسم .. هو اعطاء انطباع ما للمثقفين .. ربما يراه العامة بعين مختلفه .. وأبتعد عن تناول هذا الأمر ذات ابتعادى عن عنوان مقال 14 أكتوبر الفائت ..
4ـ كان لقراءة مقالات سيادته فضل في فهم أبعاد شخصيات مثقفة أعرفها ..أدركت لما حلت على صفحتي المغمورة باستحياء مرات محدودة للغاية ..
لكن ما يفرض نفسه الآن هو حديث سيادته عن الأستاذ محمد حسنين هيكل رحمة الله عليه .. والذي قد رأه منقذا لمصر .. ليسأل الدكتور حازم نفسه قائلا : ( لا أعرف كيف سيفهم السيسي كلمات الأستاذ هيكل ) .. ويري الدكتور حازم أن الأستاذ هيكل قد فقد ( كل قدرة على التأثير فى الواقع المتأزم الذى تعيشه مصر ) ..
وأحمد الله أن الأستاذ هيكل رحمة الله عليه قد فقد هذه القدرة .. فقد مارسها بعد ثورة يوليو سنوات وسنوات وزيرا للإعلام .. ووزيرا للثقافة .. و مرافقا وصديقا ناصحا للرئيس و مستشارا له .. وأضحي هيكل الرمزالأكبر للإعلام والثقافة وتوجيه الرأي العام في ظل عناوين الانتصارات وقواتنا على مشارف تل ابيب فترة احتلال إسرائيل سيناء من بعد تدمير بور سعيد .. فترة سقوط مدن رفح والعريش والقنطرة وبور فؤاد ووضع شعبها المصري تحت الاحتلال الإسرائيلي .. تلك هي فترة الأستاذ هيكل وقت هزيمة فقدت فيها مصر أرواح عشرات الآلاف من شبابها وسط تهجير ملايين المصريين من كامل خط القناة إلى أرصفة الشوارع وحجرات المدارس وأسفل مدرجات إستادات مصر .. فترة استمرار تدني مستوى دخول المصريين عن نظرائهم العرب وظهور مشكلات السكن الطاحنة ومساكن الإيواء تعانق مشاكل الفقر والتعليم والصحة والاتصالات والمواصلات والطرق والبطالة والغذاء والتى نجني ثمارهم الآن..
تلك هي فترة الأستاذ هيكل .. فإذا كان هؤلاء البهاليل رأوا هذا السبيل هو سبيل إنقاذ مصر .. وإذا كان اليأس في مقالات الدكتور حازم حسني هو نموذج بناء مصر ( فيعوض ربنا ) ..
باحث إسلامي علاء أبوحقه