حينما ترد سورة فى القرآن خاصة بأهل عمران ولايرد شىء عن اليهود الا كل قبيح فهذا ما يدفعنا الى التساؤل : لماذا كرم الله تعالى آل عمران ولم يكرم اليهود ومن هنا قبل الاجابة علينا ان ندرك انه من ضمن ما اشتملت عليه سورة آل عمران أن بيّنت الآيات علو درجات الرسل وشرف مناصبهم فبدأت بآدم عليه السلام ثم انتقلت إلى نوح ثم آل إبراهيم وآل عمران عليهم السلام وأعقبت ذلك بذكر ثلاث قصص : قصة ولادة مريم وقصة ولادة يحيى وقصة ولادة عيسى عليهم السلام ومعجزات عيسى الباهرة وكلها دلائل تدل على قدرة الله تعالى من قوله تعالى : ( إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ إلى قوله تعالى : (فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ
ثم دعت الآيات أهل الكتاب للتوحيد وتحدثت بعدها عن قبائح أهل الكتاب وأوصاف اليهود وقبائحهم عندما حرفوا التوراة واستحلوا أموال الناس بالباطل وجاء ضمن الرد إشارات وتقريعات لليهود وبيان لمصيرهم وعذاب الله تعالى لهم وتحذير للمؤمنين من دسائسهم من قوله تعالى : (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ... إلى قوله تعالى : (وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ .......صدق الله العظيم صاحب كل عظيم ونقول هنا مرة أخرى ان ما اشتملت عليه حوالى ثلاثين آية كاملة قبائح أهل الكتاب وأوصاف اليهود وقبائحهم وبالطبع وضحت الايات قبائح اليهود ولم يكرمهم الله تعالى فى الايات مثل آل عمران فكيف يكرم الله تعالى أصحاب الكثير من القبائح ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أيكرم الله القبيح ؟؟؟؟؟؟ بالطبع لا وكذلك وضحت الايات هذه القبائح للاقناع وتوضيح الفارق بين آل عمران واليهود فلم يأتى أى تكريم من خلال القرآن مثلآ لآل موسى مع ان موسى من الانبياء وأيضآ للسبب الذى أشرنا اليه فآل موسى هم اليهود فكيف يذكر الله قبائحهم من خلال آيات متعددة فى سورة آل عمران ثم يكرمهم من خلال آيات أخرى فى سورة أخرى فسبحان الله من فعل الشىء ونقيضه فى وقت واحد ولعلنا جميعآ نتذكر أن هؤلاء اليهود وصلوا لدرجة كبيرة من القبح حينما وصفوا الله بالفقر وانهم هم الاغنياء
وذلك عندما تحدثت عن دسائس اليهود ومؤامراتهم الخبيثة في محاربة الدعوة الإسلامية وحذرت منهم ومن مكرهم ، من قوله تعالى : (لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ إلى قوله تعالى : (وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وقد تحدثت آيات القرآن عن فساد بعض اليهود من بنى اسرائيل فى موضوعين غاية فى الاهمية للتحذير مما وقعوا فيه من ضلال وشرك وأما الشيئين فهما :
الأول هو اتخاذ الإلهة والوقوع في الشرك:
فقد عبدوا العجل فقال تعالى: ?وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمْ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ وقال تعالى: ?وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ وقال تعالى ?وَقَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ? وقال تعالى ?وَقَالَتْ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ?
والأمر الثانى من قبائح هؤلاء فهو نشر الفتنة والفساد:
قال تعالى: ?كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ
وعن الغيرة والحسد وعدم حب الخير للمؤمنين:
قال تعالى: ?إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا? وقال تعالى: ?وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ? ولهذا كما قلنا لهذا كرم الله آل عمران ولم يكرم اليهود فقبائحهم على مدى التاريخ كثيرة وسجلها لنا القرآن الكريم لنتعلم منها ونعرف حقيقة هؤلاء الذى يسعى بعض زعماء العرب اليوم الى صداقتهم والتقرب منهم