الحَكَواتى أو الراوى أو القصاص كانت له مكانة فى الماضى لدى الكبار والصغار فى بلادنا العربية، فكانت له زوايا فى المقاهى الشعبية والمكتبات والمنتديات الثقافية يجلس فيها ليقص من التراث الشعبى مثل قصص أبوزيد الهلالى، وألف ليلة وليلة وغيرها، وكان يجد فى انتظاره دائما جمهوره الذى يتشوق للسماع منه من شباب وشيوخ ومن الطلبة من كافة المراحل التعليمية.. حيث كان يستخدم فن الإلقاء والتمثيل وبعض الوسائل السمعية والبصرية التى كانت موجودة فى هذا الزمن فى مصر وسوريا ولبنان والأردن.. إلخ. إلى أن ظهر التليفزيون والإذاعة فأثرا على وظيفة الحكواتى بعض الشىء، لكنها لاتزال باقية فى الكثير من بلدان العالم المتحضر، لأنها تجسد التفاعل الحقيقى بين القاص والمتلقى!.
إن الطفل كما نعلم يعشق الحكاوى منذ سنواته الأولى، وهذا له دور مهم فى اكتشاف شخصيته وتوسيع مداركه وإرشاده إلى الخلق القويم والاحترام، ونجدة الملهوف ومساعدة الفقير.. وهذا ما تحث عليه كافة الأديان، إلى جانب تركيز الراوى على القصص ذات المفاهيم الواقعية، واختيار أسلوب الطرح المناسب والاحتواء على الحكم والمواعظ التى تساعد الأسرة بكاملها والمعلم والمجتمع على تحفيز وإيجاد المواطن الذى يتباهى به وطنه وأمته بين الأمم، والقضاء على السلبية التى انتشرت بين بعض ضعاف النفوس فى كافة الدول والتى تلقى المكافحة من الجميع حاليا!!..
إن المطلوب من حكوماتنا تفعيل دور الحكواتى خاصة للأطفال بكل الوسائل، فنحن ولله الحمد نملك كافة القدرات البشرية كالقصاصين والرواة المتميزين، ولينا الأماكن كقصور الثقافة والمكتبات وغيرها، متذكرين دائما قوله تعالى فى سورة الأعراف ١٧٦ (فاقصص القصص لعلهم يتفكرون)، و ماجاء فى الإنجيل فى رسالةبولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس٤ - ١٣ (أعكف على القراءة والوعظ والتعليم) وبالله التوفيق.
نبيل شبكة- مستشار ثقافى سابق- المنصورة
]