ان الناظر لأحوال الدواء والصيدليات فى العالم الثالث ليجد من العجائب والغرائب الكثير والمثير والمضحك والمبكى فى نفس الوقت فالجهل بكافة الشئون الصحية الأساسية هو السائد بين طبقات تلك الشعوب لأنهم يقوم أكثر من 70 % منهم بالعلاج وتناول الأدوية ذاتيا وبدون مراجعات للأطباء ويساعدهم على ذلك القصور وعدم الرقابة الفعلية على ما يسمى بالصيدليات والتى تبيع الدواء كما تباع المواد الغذائية فى البقاليات وبواسطة موظفين فى الغالب لا صلة لهم بالدواء ولا بالوصفات الطبية ولا بخطورة التناول العشوائى للدواء بكافة أنواعه ومسمياته ... كما أن العديد من شركات الأدوية لايهمها أن كان هذا الدواء محرما دوليا أو منتهى الصلاحية أو أن هناك بديلا حديثا عنه... فالمهم أن تحقق الصفقة المكاسب المطلوبة من ملايين المرضى والمحتاجين والفقراء ....!!
أن جميع الدول المتقدمة تتواجد فيها الصيليات التى تضم نوعين من الدواء أحدها المعروف بأسم "أو تى سى" وهى الأدوية المسموح بصرفها بدون وصفات طبية وهى المسكنات ومشتقاتها والأسبرين .. الخ – والنوع الثانى هو ما يصرف فقط عن طريق الوصفات الطبية المعتمدة والتى غالبا ما يشارك فى وصفها ما يعرف بالصيدلى الأكلينيكى بالتعاون مع الطبيب المعالج حتى لا تكون هناك آثار جانبية للمريض قد تسبب له أمراضا أو نكسات تهدد حياته ---- لذلك ينصح بعدم تناول أى دواء مهما كان مصدره من جيران أو أصدقاء دون عرضه على الطبيب لأن خطورته للشخص المتناول له قد تودى بحياته -----
كما أن الدولة بكافة مرافقها ذات العلاقة بالصحة مسئولة عن أصدار القوانين المشددة لمنع صرف الدواء بدون وصفة طبية وبضرورة الالتزام بالمتخصصين ومراجعة ومراقبة سوق الدواء والذى لازال يعانى من وجود الكثير من الأدوية المحرمة دوليا ولكنها توجد فى بلادنا ومنها على سبيل المثال المطهر المعروف "الميكركروم" وهو سم قاتل لا توجد دولة تستخدمه غيرنا فى مصر !
فقد أمرنا سبحانه وتعالى بالحرص على الصحة كما فى قوله ( ومن يبدل نعمة الله من بعد ماجاءته فأن الله شديد العقاب ) صدق الله العظيم
نبيل شبكة
مستشار ثقافى سابق - المنصورة