...فعلتها الدولة قبل سنوات وألغت مسمي وزارة التموين لتصبح وزارة التضامن الإجتماعي ثم عاودت مجددا لمسمي وزارة التموين في إشارة لاتغيب عن خاطر من لاحظوا الأمر وكان التغيير لأجل إيصال رسالة بأن الدولة حاضرة إلي لاح العوز وعز منال مايقيم الأود ولو رمزا من خلال توفير السلع التموينية بأسعار شبه مجانية !
.... فكرة وزارة التموين من عباءة الإشتراكية وزمن الإتحاد السوفييتي والقديم وقد كانت الدولة هي من تتولي الأمر كاملاً نأيا عن تغول الرأسمالية في الغرب حيث نظام السوق وهيمنة رأس المال .!
..... عاشت مصر حقبا طويلة تطبق نظام التموين بشكل أقرب للنظام الإشتراكي بحكم أن الدولة من المفترض أن تكون الأكثر إهتماما ً بالفقراء والمحتاجين وكان الشعار الأثير وصول الدعم لمستحقيه هو شعار دعم الدولة للمواد الغذائية الأساسية لتكون في متناول السواد الأعظم من الشعب ولأجل هذا عرفت مصر مايسمي بطاقة التموين وبموجبها يتم إدراج أفراد الأسرة والصرف بموجبها شهريا . !
..... تغير الحال ودوام الحال من المحال وجاهرت الدولة بأنها لم تعد تحتمل الدعم لأسباب إرتأتها تحول دون أن يستمر الدعم دون ضابط .!
.... يقينا كان الأمر موضع إستحسان عند صرف الخبز من خلال منظومة حدت من أزمة الخبز التي أرهقت كاهل السواد الأعظم من المصريين وصار الترشيد في إستهلاك الخبر حافزا لصرف سلع تموينية مجانية من خلال بطاقات الصرف .!
.... طغي حديث تنقية بطاقات الدعم أو بطاقات التموين مؤخرا لأجل إستبعاد فئات لاتستحق وبالفعل كان مثيرا للإشمئزاز أن تجد سيارات فارهة و وفئات ميسورة تزاحم المستحقين للدعم دون حياء أو خجل من منطلق أن الأمر حق بينما هوإحتيال يعبر عن تدني في الأخلاق لشخوص تستمرأ . !
..... وكانت النهاية الحاسمة في قرار وزير التموين الصادر السبت 23 فبراير 2019 بوضع ضوابط صارمة لصرف السلع التموينية أو بالأحري للدعم ليصل لمستحقيه وقد وضعت الدولة ذلك الإطار من خلال قاعدة البيانات الخاصة بالمصريين لتكون هي المعيار للتطبيق حيث تقرر إستبعاد من يمتلكون عشرة فدادين فأكثر وكذا من يمتلكون سيارات فارهة ومن يسددون مصاريف دراسية لأبنائهم تزيد عن ثلاثين ألف جنيه إضافة لشروط أخري وضعت نهاية لأمر الدعم الذي تكفله الدولة للسلع الغذائية والخبز . !
.... إنتهي عمليا مسمي التموين بمفهومه الشامل ورفعت الدولة يدها عن أشياء كثيرة وصار علي المواطن المصري أن يحتمل أقداره حتي لو كان من المستحقين للدعم من منطلق أن الحياة ليست خبزا ومواد غذائية مجانية فقط وقد نال الغلاء من كل شيئ مما إنعكس علي أحوال فئات كثيرة من المصريين في زمن بحق صعب والستر من عند الله .