تطالعنا الأخبار بما وصلت اليه مباحثات سد النهضة الي طريق مسدود نتيجة تعنت واستفزازات الجانب الأثيوبي حول طريقة ملئ السد مما يثير تساؤلات كثيرة حول هذا التعنت الشديد و المثير للريبة وما صاحبها من غضب شعبي مصري حول عدم تحرك الحكومة المصرية للقيام باجراءات مناسبة .
أولا عسكريا : يتم ضرب السد اما قبل ملئه وعندها يسهل تصليح السد بشكل كبير وقد يحتاج الي ضربة عسكرية كبيرة نسبيا لكي تؤتي أثرها في جسم السد العملاق واما أن يتم ضربه بعد ملئ السد بالمياه فعندها يكفي ضربة دقيقة قد لا تحتاج الي طاقة تفجيرية كبيرة ولكن تسمح للمياه أن تكمل ما بدأته الطاقة التفجيرية حتي و ان كانت محدودة فتقوم المياه بهد السد.
ثانيا سياسيا: ضرب السد قد يكون من أخطر الأعمال التي قد تقوم بها الادارة المصرية وذلك في عدم وجود غطاء دولي لهذه العملية مما قد يجر مصر الي ضغوط وعقوباتو حصار دولي . ومما لاشك فيه أن الأمور لا تقاس بالقوة العسكرية فقط والتي بالمناسبة هي في صالح مصر ولكن تقاس بالأبعاد السياسية . وكما يعلم الجميع أن اسراءيل لها يد طوله في أثيوبيا منذ سنوات عديدة وفي سد النهضة حاليا , وليس الخوف من أثيوبيا ولا من ورائها ولا من وراء من ورائها , ولكن من المظلة الدولية للأمر.
وقد أثلج صدورنا ما ذكره الاعلامي الكبير أسامة كمال في حلقته وما ذكره حول سد النهضة حيث أكد أن هناك أطراف تريد منا ضرب السد ومنها جماعة الاخوان والتي تدعو لذلك بشدة , بل وأثيوبيا نفسها تريد منا أن نقوم بضربه.
فعندما نبحث في الأمر نجد أن سد النهضة كان أحد أسباب استقالة رئيس الوزراء الاثيوبي السابق وكذلك انتحار مدير الانشاءات بالسد وذلك في سيارته الخاصة . فعندما نكتشف أن هناك دراسات هندسية قام بها الجانب الأثيوبي ولم يعلنها ولكن الادارة المصرية استطاعت أن تصل لها. أثبتت عدم قدرة السد علي تحمل كمية المياه المخطط تخزيمها خلفه. ورغم التعنت الشديد للجانب الأثيوبي واصراره علي الملئ واعلامه المستمر لذلك وتلويحه الدائم بالحرب؟!
الا أنه قد قام بتاجيل ملئ السد عدة مرات فيما عدا ملئ تجريبي بمقدار أربعة مليارات متر مكعب وهي للعلم قد لا تتجاوز كمية المياه في احدي الترع المصرية . ولذلك فما يسعي اليه الجانب الأثيوبي الي دفع مصر للقيام بضربة عسكرية تدمر السد وتنقذ السلطة الاثيوبية من المحاسبة أمام شعبها حول اهدار أموال طائلة من قوت يوم الشعب الأثيوبي دون أي طائل منه.
فالسد سيسقط عاجلا أم اجلا تلقائيا عند ملئه بالمياه التي لن يتحملها وعندها لن تكون مشكلة الحكومة الأثيوبية فقط ولكن ما سيترتب عليه من غرق السودان وكذلك التأثير السلبي علي السد العالي مما يضعنا أمام معضلة قد تكشف الأيام عن حل لها.