فيروس دقيق,صامت , لا عين تراه و لا عدسة تحبسه استطاع أن يقلب موازين العالم و يخلق من الحركة سكون و من الحياة موت و من الاكتظاظ فراغ ,تجمدت اللقاحات أمام مخلوق قاوم من غير سلاح الأدوية الكيمايئية , انتفضت المزادات لاقتصاد تجمد تدهور اصبح ضحية . فيروس كورونا الذي حصد انتباه الجميع و كره علني من الجميع رغم ارتدائه قبعة الاخفاء . عذرا للجميع لكنه فيروس يستحق أن نقف لأجله تحية و تعظيما لولاه لما أدركت العوالم عظمة الجنود البيض من طبيب لممرض لولاه لما عرفنا سوء التقدير الذي كنا نمارسه خلال روتين يومي نقذفه تارة بالممل و تارة نلعنه فمع الكورونا عرفنا نعمة الوظيفة نعمة حرية الحركة .
كورونا أتاح لكل من كان يأخذ من كثرة مشاغله و ضغوطات الحياة فرصة ذهبية لنفسه ليتعرف على ذاته , ليجدد طاقته , ليعاود ممارسة هواياته , ليتطلع الى الحياة من زوايا أخرى , ليصل ما أوشك على الانقطاع , ليرى عائلته . لم تكن الأعياد باستضافة الكورونا كبقية زملائها في السنوات الماضية و لكن كانت مميزة بظروفها و لمن تمكن من فهم مقصدها .
امتن لهذا الفيروس و لا تنسى من أصابه الفيروس بالدعاء .