اتصل بى منذ قليل احد الاصدقاء ... وكان قلق للغايه بسبب ان ابنه فى الصف الاول الابتدائى وانه رافض ان يذهب للمدرسه ...وانه يبذل مجهود كل يوم حتى يقنع او يُرغم الولد للذهاب لمدرسته .... وسألنى ... ماذا افعل ؟؟ تحدثت معه وابلغته ما عليه عمله تجاه ابنه .
(School Refusal)ايها السادة ... إن مشكلة رفض الأطفال للذهاب للمدرسة
مشكلة قديمة ومعروفة وتكاد تكون من الأمور التي تؤرق الأطفال والآباء، بل والقائمين على العملية التعليمية أيضا في جميع أنحاء العالم ، لما تحمله من أثار سلبيه على الطفل فى أكثر من جانب
وقد بلغت نسبة الأطفال الذين يعانون من رفض المدرسة في العالم نحو 5% (خمسة فى الميه ) من الأطفال، ولا تختلف حالاتهم باختلاف الوضع الاجتماعي، وليس هناك فروق بين البنين والبنات ويمكن أن تحدث في أي سن أثناء الدراسة، ولكن تحدث في الأغلب في عمر الخامسة والسادسة والعاشرة، وكانت تعرف
قديما بظاهرة «رهاب المدرسة» (المخاوف من الذهاب إليها)
وتم تغير الوصف الى ( رفض الذهاب للمدرسة ) ( school phobia)
ايها السادة ... لن أخوض هنا فوق تلك السطور عن اسباب الرفض وطرق العلاج ، فربما نتعرض لهذا الامر فى مقال لاحق .
لكن اريد ان أشير هنا الى مبدأ عام لنا جميعا نحن الاباء والامهات وهى وكما أشار علماء النفس إنه دائما ما تبدو الحياة أكثر جمالاً واستقراراً وسلامة أمام الطفل عندما نضع أمامه الحقائق كما هي دون مثالية زائفة أو صعوبة محبطة يذهب الطفل للمدرسة وفي ذهنه كثيرا من الانطباعات السلبية التي طالما زرعها المحيطون، خاصة الأهل بقصد ومن دون قصد أحياناً، حيث تعني المدرسة في مفهوم الطفل النظام الصارم الذي سيغير مجرى حياته، حيث لا نوم يرغبه كما تعود ولا لعب يستهويه ولا نشاطات اجتماعية يجد ذاته بها حتى وهو فى تلك المرحله العمريه ، لذلك فلا تتعجب أيها الأب الفاضل وأنت أيتها الأم الكريمة أن تجد من الصعوبة فى قبول طفلك للذهاب للمدرسة وربما قد يفقدك صوابك في كثير من الأحيان
إن التهيئة السلبية وغير الناضجة تحدد أفكار الطفل حول المدرسة مما يجعله يمثل دور الرافض لقدومها ، و الخائف من هيبتها وضوابطها والتي غالبا لا تناسب رغباته وميوله وتطلعاته البريئة وربما المحدودة ، ولكن علينا ان لا نبالغ فى ما ستصنعه المدرسه فى تغير برنامج الطفل اليومى ، بل يجب ان نستخدم العبارات المناسبه المشجعه لا المحبطه للطفل
ولا تزرع فيه ان المدرسه ستاخذه من اللعب ونزول الشارع ..وزيارة الاقارب وهكذا ... اختاروا مفرادتكم بعنايه شديدة خصوصا مع الاطفال
واعلم يا سيدى انك تستطيع ان ترغم فرسك للنزول الى النهر ولكن لن تستطيع ان ترغمه على الشرب من نفس النهر
حفظ الله أولادنا .. حفظ الله مصر .. أرضاً وشعباً وجيشاً وأزهراً
بقلم / عادل عبدالستار العيلة
مدرب معتمد للاستشارات الاسرية والزوجية