يا له من مجتمع مزيف، مجتمع يرتوي من أرض النفاق. ومن ينافق؟ ينافق نفسه وخالقه.
تحية لكل طقم مسلسل إلا أنا وتحية خاصة لحلقة لازم أعيش والتي تتناول قصة فتاة مصرية تعاني بسبب البهاق، الذي ابتلاها به خالقها. عانت هذه الفتاة من التنمر منذ إصابتها بالمرض، حتى أجبرها المجتمع المنافق أن تستخدم المكياج لتخبئ حقيقتها التي اخترها الله لكي يميزها عن الآخرين. إذا، أرغموا الفتاة على الكذب من أجل أن تصبح مثلهم وحين إذ يتم تقبلها في أرض النفاق.
دون الخوض في تفاصيل الحكاية، إن معاناة هذه الفتاة بسبب تامر المجتمع وليس بسبب المرض أثبتت أن مجتمعنا منافق بامتياز، فهو ينادي دائما بالأخلاق والفضيلة والالتزام ثم يطعن أى شخص مختلف عنه دون رحمة، لأنه يردد ما لا يؤمن به حقا، فيطالب الناس بالرضا وقت الابتلاء بينما يتنمر على ما ابتلى الله به غيره. يغتسل الرجل ليصلي ثم يذهب لينهش، تتحجب فتاة في حيها ثم تخلع في حيا آخر، يقولون حرام ثم يتنمروا ويهملوا ويفسدوا.
هل هذا ما قاله الله؟ هل أمرنا الرب بالتنمر؟ هل قال اذهبوا لتصلوا ثم أشعلوا ما شئتم؟ ولكن هذا يدل على أن مجتمعنا يحيا لينافق. إذا كانوا يؤمنون حقا بقلوبهم، لما نافقوا الله وقالوا ما لا يعملون. إذا آمنوا ب:" وقل أعملوا، فسيرى الله عملكم"، لما تنمروا ودمروا. ولكن مجتمع لا يهمه سوى المظهر الخارجي فقط أما الجوهر وهو أساس الصلاح، فمنه لا يقتربون، دفنوه ونسوه. إن من لم يهتم بإصلاح داخله وتنقية جوهره، خسر نفسه ومن خسر نفسه باع روحه للشيطان ومن باع روحه أصبحت حياته جحيما لا يرى نعم ولا يتذوق سوى مرا.
إني على يقين أن كل متنمر لا يرى سوى القبح في داخله وبالتالي ينعكس هذا القبح في كل ما يراه أما الشخص الذي يرى الجمال في كل شيء، هو ذلك من استطاع أن يرتقي بنفسه وروحه حتى صارت حياته زينة خالية من كل آفة. حتما، لدينا القدرة على الاختيار، إما أن ندنو نمضي في قطار القبح وإما أن نعلوا ونرتقي في صفاء النفس.