كان لشوقي ضيف دورُ كبير في توثيق الأدب العربي منذ العصر الجاهلي وحتى العصر الحديث، حذا حذوه الكثير من الكتاب والأدباء لكن كان له السبق في تدوين التاريخ الأدبي لأمة الكلمة والقرآن الكريم، ادبنا الحديث وأقصد به الأدب في زمن السوشل ميديا لم يستمد من القديم أي شيء فقد طغى الهزل والتراكيب اللفظية الميته وبات اللسان العربي يحتضر والذوق قد ارتقى في عداد الموتى منذ زمنِ بعيد.
لو قلنا أن السبب في ذلك يعود إلى التعليم أو إلى غياب النخبة عن الفضاء العام أو بسبب تردي الأحوال الاقتصادية والتي افرزت نوع جديد من الأدب يمكن أن يسمى بالأدب الساخر أو بأدب القهر والحرمان أو لطغيان السذاجة على العقل العربي الشاب لوجدنا أن تلك الأقوال صحيحة بدرجاتِ متفاوته، الأدب أياً كان نوعه أو توجهه تاريخ للشعوب والمجتمعات والأمم تُعرف بما تنتجه من آداب ومعارف وليس بما تستهلكه، في يوم من الأيام سنجد دراسات أجنبية تحلل ظاهرة تردي الأدب العربي في عصر العولمة والسوشل ميديا مثلما كانت هناك دراسات تحدثت عن انحدار الأدب العربي قبل عصر النهضة الأوروبية فالانحدار ليس وليد اليوم والأسباب هي ذاتها لم تتغير كل الذي حدث تقدم سبب وتأخر آخر وولادة سبب والتاريخ يشهد بتلك الحقيقة المُره.
اعتقد بأننا في أمس الحاجة إلى بعث الأدب العربي من تحت الرماد باتجاهاته وفنونه المختلفة فلم نعد نحتمل هرطقات بعض من يظن بنفسه أنه أديب ولم تعد الآذان قادرة على الاستماع لعبارات رصها صاحبها رصاً وأطلق عليها إسم قصيدة وهي في الحقيقة "كالعصيدة" تشبهها في طريقة الإعداد والتقديم للقارئ الذي إن كان ذو ذائقة رفضها وتحسر على الماضي الجميل وإن كان غير ذلك طار بها في وسائل التواصل الاجتماعي التي لا توقفها الحدود، طريقة بعث الأدب العربي عملية معقدة يشترك فيها التعليم والإعلام ومؤسسات المجتمع المدني فالجهد كبير والطريق طويل إذا اردنا الوصول إلى نتيجة تُرضي أرواحنا المسكونة بالكثير من الأحلام.
*" عصيدة" : أكله شعبية من الدقيق الممزوج بالماء أو بالزيت تشتهر بها البلاد العربية.