حفظت القرآن منذ ستة وثلاثين عاما.تقريبا. وراجعته مئات المرات، واليوم وأنا أقرأ سورة البقرة استوقفني قول الله تعالى:" ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لايشكرون" تأملت فيها وكأنني لم أقرأها من قبل،وقرأت آراء بعض المفسرين، ولكن كان لي نظرة لغوية تناقض رأيهم، ما قرأته من التفاسير يذكر أن عدد من خرجوا من ديارهم فرارا من الطاعون أوالقتال أربعة آلاف أوخمسة أويزيد على ذلك قليلا، ولكنني أرى أن العدد يزيد على عشرة آلاف، لأن كلمة" ألوف" جمع كثرة،من عشرة آلاف فأكثر، لوكان الأمر كما يقول بعض المفسرين لقال الله" آلاف" على وزن" أفعال" فهو وزن من جموع القلة من ثلاثة إلى عشرة،ولكن الله عبر بجمع الكثرة"ألوف" فبذلك يزيد عددهم على عشرة آلاف.وهذا رأيي.استنبطته لغويا ولم أقرأه.قد يكون بعض المفسرين قد استنبطه.، نبدأ بقوله تعالى: " ألم تر.." فحينما تسمع " ألم تر.." فاعلم أن الاستفهام هنا تقريري،..غالبا، فالله يقرر أمرا لرسوله محمد.صلى الله عليه وسلم؛ ليعلمه بقلبه علم اليقين، ولم يحدد الله زمان الفارين أو مكانهم أو سبب خروجهم لتكون قصتهم صالحة لكل زمان ومكان ومناسبة، فلوكان الفرار من الطاعون يذكرنا بوباء( كورونا) عافانا الله منه. فإذا كان الطاعون أو الكورونا في أرض فليبق أهلها في مكانهم، وليلتزموا الحجر الصحي، ويجب عليهم ألايخرجوا من بلدهم، وألايتحركوا داخل قريتهم إلا للضرورة، فهم قد خرجوا خوفا من الطاعون أو القتال فماتوا" فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم"..أي أحياهم بعد فترة ولم يحيهم مباشرة، ويدلنا على ذلك قوله تعالى:" ثم أحياهم" فحرف العطف" ثم" فيه ترتيب مع التراخي( بطء وتمهل) ثم بعد ذلك يأتي التوكيد على فضل الله على الناس" إن الله لذو فضل على الناس" توكيد ب. إن واللام، ولكن موقف كثير من الناس عدم شكر النعمة" ولكن أكثر الناس لايشكرون" فعلينا بالدعاء" قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم" والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وعلينا بالصدقة؛ فإن الصدقة تطفئ غضب الرب،والتقوى والتوكل على الله" ومن يتق الله يجعل له مخرجا.." وعلينا بالتداوي؛ فإن الله لم ينزل داء( مرضا) إلا وأنزل معه الشفاء من هذا المرض. مع تحيات..د.سيد محمد عبدالعليم.