لقد بات من المسلم بة لدي المراقب السياسي والمتابع للشأن المصري ثمة اختلاف كبيرة فى نظرتهم الى العلاقات الإيرانية المصرية في عهد الرئيس الدكتور محمد مرسي عما كانت علية في عهد المخلوع محمد حسنى مبارك
فكان التطور الأبرز فى هذة العلاقات هو زيارة الدكتور مرسى الي العاصمة الإيرانية طهران للمشاركة في قمة عدم الانحياز وتعد الزيارة الأولي لطهران منذ أكثر من 30 عاماً
، ثم تتبعها زيارة احمد نجاد الى العاصمة القاهرة اعلن فيها عن تحالف استراتيجي مصرى إيراني سيقودا التغير بالمنطقة العربية الى ان جاء التطور الأبرز فى تشغيل خط جوى بين البلادين ، فضلاً عن وصول وفد من السائحين الإيرانيين الى مدينة أسوان فى جنوب مصر .
إلا ان الأجواء في مصر لا تسير فى نفس الاتجاه حيث تهيمن على الكثيرين هواجس ومخاوف تصل الى حد المعارضة من قبل العديد من التيارات السلفية فى ظل اعتناق الإيرانيين للمذهب الشيعى ومحاولة نشرة
ولكن لى بعض الملاحظات علي تلك المخاوف وددت ان يشاركنى فيها القارئ العزيز حتى يطمئن قلوبنا جميعاً .
أولا : نشأت فى قريتى تاج العز وجرت السنة فيها ان لا تمر إلا وهناك ثلاث موالد لبعض مشايخ الصوفية ( الشيخ عبدالله _ ونمير بدر_ وغيرها ) إلى جانب الإحتفالات البدعية بالمولد النبوى وهذا بالطبع غير الليالى التى كان يحييها بعض المجاذيب لممارسة الرقص الصوفى وحاليا إختفت هذه المظاهر جميعا بفضل الله ولم يعد منها أثر واحد وكان لحركة الإخوان والسلفيين فى القرية ورفع الوعى لدى الناس دور فى هذا الأمر وفى النهاية ما أردت ان يصل إليكم ان الحركة الصوفية أرها محاصرة من قبل إخواننا جزاهم الله عنا خير الجزاء .
ثانيا : نظرة الى الشأن السياسي من المعلوم للجميع ان الدعم الخليجي لإقتصاد مصر المنهك فى يد أمريكا والسفيرة الأمريكية صرحت بهذا مرارا فى زيارتها للمقطم كما أعلنت بوضوح أن التقارب مع إيران خط أحمر بالنسبة لهم، فهل من المنطق أن نستسلم للمسار الأمريكى أم نناور بأوراق ضغط فى أيدينا.
ثالثا : نظرة الى الشأن الاقتصادي لقد بات الأمر واضح للجميع ان هناك مؤمرة تحاك من الإمارات والعديد من دول الخليج فأمتناعهم عن مد مصر بحصة الوقود واشتراطهم ان يكون الدفع نقداً قبل ان تصل اى شحنة وقود الى الموانئ المصرية ليس له تبرير إلا محاولة أحداث أزمة فى الاقتصاد المصرى فكان من المهم للغاية فتح مسارات جديدة لتحصل منها على الوقود وهذا ما حدث فى الحالة العراقية حيث وافقت العراق على إمداد مصر بحصة كبيرة من الوقود الخام ليتم تكريره فى المصافى المصرية،إضافة الى ذلك محاولة العديد من الدول العربية تعقب المصرين المقيمن لديها ومحاولة القبض عليهم وترحيلهم بحجة مخالفة قوانين العمل وهذا ما يحدث فى السعودية والإمارات وغيرها ليس له إلا معنى واحد وهدف واحد هو تركيعك وخنقك .
رابعا : نظرة الى الشأن السياحى لماذا لم يتحدث المتحدثون عن السياحة اللبنانية والكويتية والسعودية واليمنية والعراقية ونحن نعلم أن نسبة الشيعة الإيرانيين بهذه الدول ليست قليلة فالاستثمارات والسياحة الإيرانية فى دول الخليج العربى تفوق مليارات الدولارات
" لماذا المطالبة بوقف التوغل الإيراني فى مصر فى حين ان اغلب الدول العربية تستفتاد من هذة الاستثمارات فكان من باب اولى ان نقف هذا التوغل الإيراني في دول الخليج قبل ان نطالب مرسى وجماعتة بالنهوض لوقف السياحة والاستثمارات الإيرانية ؟؟؟ " .
سادسا : لو كان الحفاظ على الشباب المصرى من التشيع يكون بمنع السفر لإيران فالأولى أن نمنع سفره لذات الدول العربية المذكورة قبلا حتى لا يختلط بالشيعة العرب وللعلم من سافر لإيران من مصر حتى لو كان علمانيا فى تفكيره يحمد الله على نعمة مصر وتدين أهلها وطباعهم الطيبة وعندى تجربة حاضرة فعلا على هذا الأمر.
سادسا : من حق البعض ان يعارض التقارب مع إيران وهذا ليس عيبا ومن حقه ان تسيل دماءه على أرض مصر حتى لا يرى بها إيرانى فهو حر فى دمائه وهو المسئول عنها ولكن ليس من حق هذا البعض ان يشكك فى عقيدة الرئيس وجماعتة أو يزايد عليهم وخصوصا أننا لم نرى كبار العلماء السعوديين جعلوا دماءهم فداءا لإغلاق سفارة إيران فى الرياض وقنصليتها فى جده.
وفى نهاية مقالى آري ان تقنين وترشيد العلاقات مع ايران غاية في الأهمية فتقتصر تلك العلاقات على الاستثمارات والمنافع المشتركة فى حدود ضوابط أمنية تفرضها الدولة .
وأسأل الله أن يكون ما ذكرت هو خاتمة كلامى فى هذا المقال .