وقفت مصعوقا أمام "بروفات" العدد الحالى لجريدة شباب مصر الموجودة بين يدى القارىء الآن.. ترددت كثيرا عما يمكن أن أخطه بقلمى هذا الأسبوع.. كنت أنوى الكتابة عن الملف الأسود لجماعة الإخوان المسلمين.. هذا الملف المتخم بمئات من علامات الاستفهام والمكدس بملايين الدولارات التى تأتى عبر القارات للجماعة المحظورة لتستقر فى قلب القاهرة.. هناك فى شارع الملك الصالح بالمنيل بمكتب الجماعة المذكورة وهو ما كشفه من قبل صديقنا الدكتور حسن بكر أستاذ العلوم السياسية فى ندوة عقدها حزب شباب مصر وحضرها عبد الجليل الشرنوبى المتحدث باسم الجماعة ونخبة من قيادات الأحزاب.. وشهادة حسن بكر تعتبر شهادة مهمة يجب على الأجهزة الأمنية والمسئولة فى الدولة أن تضعها فى عين الاعتبار خاصة أن الرجل عاش وسط مراكز صناعة القرار الأمريكية أكثر من عشر سنوات متواصلة.. كنت أنوى الكتابة عن هذا الملف خاصة وأننا بدأنا فى نشر أولى حلقات ملفنا الخاص عن الجماعة منذ هذا العدد.. لكننى تراجعت بسرعة وقررت الكتابة عن الفساد فى قطاع وزارة البترول فهناك ملف أسود آخر يستحق التوقف عنده خاصة وأن هذا القطاع يزخر بعشرات المخالفات فى السويس تحديدا..
لكننى تراجعت.. وقررت الكتابة فى أشياء وقضايا أخرى..
ثم جاءت الطامة الكبرى التى زلزلت كيان كل الزملاء بجريدة شباب مصر وهى حادث محاولة اغتيال زميلنا حامد السويفى مراسل شباب مصر بالسويس وهو الذى يواجه مجموعة من البلطجية والمنحرفين وتجّار الوطن والمواطن فى هذه المدينة الغالية علينا جميعا مما عرض حياته للخطر.. وتصور قيادات محافظة السويس المذكورين أن الزميل يحارب وحده فى جبهة السويس.. وتصوروا أننا مثل كل الصحف التى يرأس تحريرها بعض الشخصيات التى تفرِّط فى أولادها مقابل صفقة قذرة وحقيرة من الصفقات ـ إياها ـ التى يعقدها رؤساء تحرير (كبار جدا ووطنيين جدا وحنجوريين جدا!!).. لكن حتى عملية الاغتيال التى تعرض لها حامد كانت جزءا من كل حيث صدر قرار بمنع زميلنا عبد الوهاب دردير من دخوله وزارة الأوقاف لأنه تجرأ وكشف الفساد بها هو الآخر.. كل ذلك خلال أيام قليلة فى نفس الوقت الذى نعلن فيه ـ على مستوى حزب شباب مصر ـ الطوارىء لعقد عشرات اللقاءات والمؤتمرات الجماهيرية تواصلا مع المواطنين.. ورغم قلة الإمكانيات إلا أن قوتنا تزداد قوة ودعما خاصة وأننا ننطلق نحو المستقبل بكل ثقة لأننا نشعر لأول مرة أن من يحمى ظهورنا هو شخص الرئيس محمد حسنى مبارك رئيس الجمهورية بنفسه لأنه أعلن الحرب ضد الفساد فى مختلف أنحاء الدولة.. إنه بالفعل عبور حقيقى نحو المستقبل بثقة يشعر بها الجيل الجديد فى مصر لأول مرة فى التاريخ.