كتبت قبل اليوم عن ( خرافة البرادعى ) و( ألا تستحى يا برادعي؟ ) وكتبت ( لا السيسي 00 ولا البرادعي ) ، فقد تسارعت الأحداث وتم فض الاعتصام بالقوة السلطوية واليد الأمنية البابطشة ، فسقط من سقط من القتلى من الجانبين ، فهم جميعا مصريون أبناء وطن واحد وأرض واحدة وسماء واحدة 00 !
وحتى تهدأ الدماء عن الفوران ووتتوقف المطالبات والملاحقات والكر والفر بين جانبي الصراع المقيت الآن على السلطة والخروج الآمن لدي عدة تسؤلات ، كما لدي مبادرة للحل السلمي تحفظ للجميع ماء وجهه ، وتوقف سيال الدم المصري ، فدم المصري كله حرام تحت أية إعتبارات إنسانية كانت أو دينية 00 !
هل جاءت استقالة البرادعي فى ذات اللحظة لفض الاعتصام بالقوة رفضا للعنف إشارة لتدخل الدول الأجنبية وأمريكا على وجه الخصوص فى الشأن المصري ، فيتهم هنا كما اتهم من قبل بتواطئه فى العراق متسببا فى تدميرها واحتلالها وخضوعها للحاكم الأمريكي بريمر الذلا عمل على تفكيك جيشها وشرطتها ، فلم تستطع أن تستعيد نفسها حتى الآن رغم تلك السنين ؟!
وهل القيادة العسكرية المصرية تعى هذا الخطر جيدا وأنها أعدت عدتها لتفاديه وتجنب وقوعه ، فقد روج الإعلام ذا الوجه الأحادي من أنها بإنقلابها ضد السلطة الشرعية فى البلاد قضت على مشروع الشرق الأوسط الكبير ؟
وهل كان الرئيس المصري محمد مرسى يعمل لصالح المشروع الأمريكي فى تقسيم المنطقة على غرار سايكس - بيكو القديم ؟
وماذا عساه أن يفعل الجيش المصري بقيادته الحالية بعد عزل الرئيس محمد مرسي لكي يتفادى الخطر الداهم القادم مع قرارات وعقوبات محتملة من مجلس الأمن ؟
لقد تدخلت أمريكا فى السودان ونجحت فى تقسيمها ، كما تدخلت فى العراق وحطمت قوتها العسكرية والشرطية ، وفعلت نفس الشيئ بليبيا ، وسكتت على التدمير الداخلي فى سوريا والانهيار التام الذى لحق بكل مقوماتها كدولة حتى الآن ، فقد احتدم الخلاف والصدام الدموي بين الشعب والجيش فى فتنة لا مثيل لها فى تارخ شعوبنا العربية بعد ما يسمى زورا وبهتانا بثورات الربيع العربي ، فهل حان الوقت للإلتفاف على مصر وجيشها ؟
وعموما ، أنا لا أتحدث عن الطرف الآخر من المعادلة وهم الأحزاب والقوى الساسية التى سلمت السلطة الحاكمة زمام الأمور إلا جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة وباقى التيارات والأحزاب الإسلامية ، فهو الطرف الأضعف فى المعادلة ، فلا يملك إلا التظاهر والإعتصامات مع أن كلفتها المادية والبشرية باهظة ، فقد رأينا مجزرة الحرس الجمهوري والمنصة ومجازر فض الاعتصام بالقوة وما سببته من هدر لدماء المصريين من الجانبين 00 !
ومن هنا نخشى تزايد الصدام وتجدده واتساع رقعته وبخاصة بعد هذا التجاهل التام لآلام الثكالى من أهالى وأمهات القتلى والمصابين من الجانبين 00 !
ولكن - هل يفطن مؤيدوا الرئيس محمد مرسى لما يحاك لمصر وجيشها من مخاطر قبل فوات الأوان ؟
وهل فى استطاعة مؤيدوا الرئيس محمد مرسى لملمة جراحهم الآن ويقدموا مطالب الوطن على مصالح الجماعة والحزب ، قيوقفوا التصعيد ، ويجلسوا مع السلطة الحاكمة الآن فى ندية سياسية حقيقية دون تزيد من الطرفين لحسم الخلاف بينهما وإيجاد حل فوري وشامل حقنا للدماء المصرية وقطعا للطريق أمام أية تدخلات من هنا أو من هناك ؟
إننى لا أقدم تلك التساؤلات وغيرها كثير لأتلقى إجابات ، فلعلها لا تخفى على أحد من عقلاء مصر وهم ليسوا بالقليل والحمد لله تعالى ، ولا أقدم مثل تلك التساؤلات وغيرها لأزيد النفرة وقساوة القلوب بين طرفي المعادلة المصرية الآن ، بل لتقديم حل بسيط يحفظ للجميع ماء الوجه ونضارته أمام نفسه وأمام طرفه الآخر وأمام الناس جميعا ، فيقطع الطريق بالكلية أمام القوى الخارجية من إخطراق شعب كريم وجيش عظيم .
أما ذلك الحل البسيط فله مقال آخر إن شاء الله تعالى .
[email protected]